( حاولت أن يكون الدهر صديقي)

( حاولت أن يكون الدهر صديقي)

قبلت بالعمر شقاء
قبلت بالدمع بحار
حاولت أن يكون الموج صديقي
عرفت السنين قيل أن تأتي
دفعت ثمن السنين سلفاً
سامرت الغيوم والنجوم تقتلني
غامرت بروحي
قبلت بقدري
حاولت أن يكون الدهر صديقي
خنت المبادئ
خنت القيم
خنت الحرية
خنت نفسي وكبريائي
خنت فرحي وقدست دمعتي
جبنت أمام القدر
حاولت أن يكون الإعصار صديقي
قلت نعم
ونفسي كانت تقول لا
قلت الرحمة وفي قلبي ثورة
ظننت الدموع تحبه
وكان للدمع عليه نقمة
قبّلت يديه
حاولت أن يكون الدهر حبيبي
فشممت رائحة يديه
قبلني فرأيت الدم على شفتيه
أدركت أنه قتلها
قتلها وأنا أحاول احتراف الصمت
قتلها وأنا أحاول أن أداعبه
وأنا أحاول أن يكون الدهر صديقي
عرفت أنني الضحية
رأيت جزأ من المؤامرة
فراودتني جرأة
لا ضعف في بحرها
هاجمتني دموع مسلحة
قتلتني عيوني
إنها رأت النور من جديد
وأنا تعودت على القبوع في الظلمة
شاورت الأمواج
شاورت الأعاصير
شاورت الحب من جديد
عرفت أن الأمواج ضلت طريقها
عرفت أن الأعاصير كانت نسمات
رأيت العمر يسجد فكان جميلاً
قبل أن مر بي
وأنا أحاول أن يكون الدهر عشيقي
أحاول أن أكون صديقاً
لمن ضاجع كل الحبيبات
أحاول أن أكون صديقه
وهو اختطف النسمات
وهو حجّر القبلات
الآن بدأت أهذي
هكذا قالوا..
الآن أصبحت مقامراً
أصبحت قاتل العذارى
الآن أصبحت منتهك الأعراض
ومنتهك الحرمات
أصبحت قاتل البراءة
أصبحت القذارة.
فما أنا الآن له إلا عدواً
عدو الدهر
وما أعظم الدهر
هكذا يظنون
منحهم الثروات
جعلهم يضحكون آلاف المرات
لا أحد منهم يبكي
بعضهم ينتحر
كلهم يُبكي
يظنون أنهم نالوا الكثير …
ألا تأبهوا ألا تخافوا
أنتم أصدقاء الدهر ( هكذا يظنون )
فانتظروا؛
إنتظروا
إن جار الدهر عليكم
سيصلحكم
سيعلمكم
سيكون له فضلاً عليكم
سيعلمكم الدمع
سيبقى الدهر قاتلاً
يا من تظنون إخلاصكم إخلاصاً
وهو جريمة في نظري
غداً إن رأت أعينكم
النور صدفة ستدركون
ستضحكون
وتبكون
حتى تصبح أشلائي شظايا
حتى أصبح دمعة
وأترك لكم ثروة
لن تنسوها أبداً
أنتم عشّاق الثروات
كيف تنسون
.~ .~ .~

Makram Hani